مع حلول فصل الصيف والحرّ في المدن يعتبر خيار التوجه إلى المناطق الجبلية الأكثر إنعاشاً للترفيه في العطلات.
وإذا اجتمعت الجبال مع الخضرة والمياه الباردة المتدفقة من قلب الجبال، تضبح المغامرة أكثر جمالاً وإراحة للنفس من الضغوط اليومية. لذا “أفقا” تقول “أهلاً بالزوار” وأهلا بهالطلّة” لعيش لحظات هانئة في ربوع طبيعتها الخلّابة.
تقع “أفقا” في منطقة جرود جبيل، وهي تشتهر بشلّالها الجميل الذي يتدفق من مغارة كبيرة في أعلى الجبل. ويشكّل هذا الشلال، المنبع الرئيسي لنهر ابراهيم، الذي كان يُطلق عليه سابقًا تسمية نهر أدونيس.
والجبل الرابض على الحد الفاصل جغرافياً بين محافظتي جيبل وكسروان وله حدود مشتركة أيضاً مع محافظة بعلبك الهرمل إلى الشرق أعلى الوادي والغني بكل الأشجار الدهرية وبالينابيع وتنوع نباتي فريد.
للمنطقة مكانة مهمّة جداً على الصعيد البيئي والإيكولوجي، حيث يستطيع الزائر التجول في الجرود والودييان وقرب الأنهر بعيداً عن تلوث المدن والمناطق المكتظة.
كما يمكن للزوار شراء الفواكه ذات المذاق الرائع من التفاح والكرز والمشمش والدرّاق والفراولة مباشرةً من المزارعين.
يعدّ هذا الموقع من أجمل الأماكن الطبيعية في لبنان، لزيارته في فصل الربيع، حيث تتفجّر المياه بقوة في مشهد غاية الروعة والجمال، ينتظره أبناء القضاء.
يقصد الزوار “أفقا” من جميع المناطق اللبنانية للاستمتاع بمشاهدة شلالها والتقاط الصور، وفي فصل الصيف يستغلون الفرصة للسباحة في البركة حيث تتجمع مياه الشلال، قبل أن تكمل جريانها لتصل إلى مصبها في البحر جنوب مدينة بيبلوس.
بالإضافة الى جمال الموقع الساحر، يتمتع هذا المكان بأهمية تاريخية وتراثية تعود إلى الفترة الفينيقية. وإسم “أفقا” يعني في اللغة الفينيقية “المياه المتدفقة”.
كما وترتبط أفقا بأسطورة الإله أدونيس التي تمثّل ولادة الطبيعة وتجددها في فصل الربيع.
الموقع مجهّز بأدراج تتيح الوصول إلى داخل المغارة حيث يمكن مشاهدة منبع المياه، ومنها يمكن تأمل المشاهد الجميلة للمكان.
وللوصول إلى بركة المياه، عليك المرور من داخل المطعم الكائن في أسفل الطريق ومن ثم نزول الأدراج المؤدية إلى الموقع.
والمغارة مفتوحة على هاوية يزيد عمقها على 200 متر يحلو لهواة الغطس والسباحة القفز فيها.
